ایکنا

IQNA

الدعوة النبویة وحریة البشر في الإختیار

16:01 - August 24, 2022
رمز الخبر: 3487388
طهران ـ إکنا: إن الإنسان حرّ غیر مکره في الإختیار وإنه یعمل من منطلق قناعته وإن کانت الدعوة النبویة فیها بشری وإنذار للناس.

وأشار إلی ذلك، حجة الإسلام والمسلمین "محمد سروش محلاتي" في حدیث له بندوة "الإمام الحسین(ع)؛ إحترام الإنسان وإختیاره وحریته" حول الجبر والإختیار الذي یتمتع بهما البشر. 

وقال إن الحسین (ع) خیّر أصحابه بین الذهاب والبقاء ومنحهم حریة الإختیار وجمعهم لیلة عاشوراء حیث تبین أنهم سیستشهدون في الیوم التالي فخیّرهم بین الذهاب والبقاء. 

وقال إن هذا التخییر جاء من منطلق إحترام الإمام الحسین (ع) لمبدأ الحریة وحق الإنتخاب للإنسان فإن الدین الإسلامي إعترف بکل تعالیمه بحریة الإنتخاب وإن لم یکن الإنسان أهلاً للقیام بذلك.

فإن القرآن الکریم عرض الدعوة علی البشر وأنزل التعالیم الإلهیة علی الرسول (ص) ولکنه لم یجبر الإنسان علی إتخاذ طریق دون الآخری بل أعطاه الحریة في الإنتخاب والإختیار وقال تعالی "إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا"(المزمل/19).

وأکد القرآن حریة البشر في الإنتخاب والإختیار من خلال آیات قرآنیة عدیدة منها "قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا" (الفرقان / 57) و أیضاً قال في هذا المضمار "قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ" (ص / 86)، كما جاء في الآية الـ39 من سورة "النبأ" المباركة "ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا".

ويقول المفسر القرآني الكبير "العلامة الطباطبائي" في معرض تفسيره للآية الـ57 من سورة "الفرقان" المباركة "قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا" إن الله سبحانه وتعالى قد جعل اختيار الطريق متوقفاً على إرادة الإنسان كما أن هذه الآية تشير إلى أن حرية الإنسان وعدم تعرضه للاكراه والاجبار  وتمتعه بالحرية الكاملة وتؤكد أن مهمة النبي(ص) هو التبليغ والانذار.

كما يشير العلامة الطباطبائي الى الآية الثالثة من سورة "الانسان" المباركة "إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَ إِمَّا كَفُورًا" ويؤكد أن هذه الآية تدل على تمتع الانسان بالحرية التامة.

captcha