کیف یستطیع الإنسان فهم القرآن الکریم؟
وأشار إلی ذلك، الفیلسوف الإیراني الشهیر والمختص في الدراسات الفلسفیة "غلامرضا أعواني" فی حدیث لوكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية في معرض شرحه للأسلوب الصحیح لفهم القرآن الکریم وأهمیة الفلسفة في تفسیر القرآن الکریم والعلوم الإنسانیة أیضاً.
وقال إن هناك صلةً وترابطاً وثیقاً بین القرآن الکریم والحکمة أو الفلسفة مشیراً الی الآیة الکریمة "وَيُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ" مؤکداً أن الحکمة التي أنزلها الله سبحانه وتعالی علی عباده هي کل الحکمة.
وأوضح أن الفلاسفة یقولون في معنی الإنسان إنه "حیوان ناطق" ولکن هذا التعریف لیس کاملاً ولا شاملاً لأن الله سبحانه وتعالی جعل النطق للتراب والنبات والحیوان أیضاً ولکن لایری ذلك إلا من کانت لدیه البصیرة.
وأشار إلی الآیة الکریمة "وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا" قائلاً إن قید "کلها" في الآیة الکریمة یفید بأن الله قد علم وخصّ الإنسان بکل صفاته المتعالیة وهذا یعني أن الله جمع صفاته فی الإنسان حتی أصبح یمثل إسم الله والإسلام ومن هنا نعتقد أن الإنسان یمکنه القرب من الله وفهم کتابه لأنه قریب منه بصفاته.
وقال إن الإنسان یستطیع کشف العالم ومعرفته ومعرفة کل الفروع العلمیة لأن الله سبحانه وتعالی قد علّمه الأسماء کلها أي أن حقیقة الکون المتمثلة في الوجود الإلهي مترسخة أیضاً في الذات البشریة.
وحول مشقة فهم القرآن الکریم بکل ما تحمل آیاته من معنی، قال: إن للقرآن الکریم بطون وفحوی ولکل بطن من بطونه بطون أخری حتی سبعة بطون مشیراً إلی "اِنَّ لِلقُرآنِ ظَهراً وَ بَطنًا وَ لِبَطنِهِ بَطنٌ اِلی سَبعَه اَبطُن".
وإستطرد قائلاً إن للإنسان أیضاً سبعة بطون أو سبع مراتب معرفیة وهي "الجسم" و"الصدر" و"القلب" و"الروح" و"الرأس" و"الخفي" و"الأخفي" مضیفاً أن کل منها یعکس مرحلة معرفیة لدی الإنسان حیث یبلغ بها بطن من بطون القرآن الکریم.
وقال إن البطن السابعة من معاني القرآن الکریم لا یفهمها الا من سلك أطوار الولایة وتلی تلو رسول الله (ص) مؤکداً أننا لهذا السبب نؤمن بالعترة الطاهرة لأن ولایتهم هی ولایة رسول الله(ص).
