وأشار إلی ذلك، رجل الدين الايراني "الشيخ ذبیح الله نعیمیان" في محاضرة له بندوة "النظام السیاسي في الإسلام من منظور أهل السنة الحنفیین" التي أقیمت في معهد الدراسات التقريبية في مدينة "قم المقدسة" جنوب العاصمة الايرانية طهران، وذلك بحضور عدد من علماء المذاهب الاسلامية.

وأوضح قائلاً: "إن إقامة حکومة إسلامیة لیست غایة الإسلام ولکن لأهمیتها في تحقیق أهداف الدین فإن العمل علی إنشاءها فرض".

وردّ الشیخ نعيميان علی المحاضر الذي سبقه "عبیدالله بادبا"( أستاذ الحديث في مدرسة "دارالعلوم" الدينية بمدينة "زاهدان" الإیرانیة) مؤکداً تصنیفه للرؤی الإسلامیة تجاه العلاقة بین الدین والسیاسة قائلاً إن تصنیفه الثلاثي للرؤی في هذا المجال صائب و صحیح. 

وأکد أنه من الضروری تبیین وجه الفرق بیننا وبین الرؤیة العلمانیة وذلك من أجل تلبیة متطلبات المجتمع بطریقة حسنة. 

وأشار الى أنه في القرون الأولى للإسلام، كانت هناك وجهة نظر عن الحكومة، وفي العصر المعاصر تكون هناك وجهة نظر أخرى للحكومة، بينما يمكن أن يكون للاختلافات بين المذاهب تأثير كبير.

وصرّح الشیخ نعیمیان أنه لا علاقة للمسيحية التاريخية بهذا الأمر وهي علمانية بطبيعتها، أي ليس لديها أي بيانات حول حكم المجتمع، لكن اليهودية التاريخية تؤمن بتشكيل الحكومة ونرى نطاق الشريعة فيها، قائلاً: "إن الاسلام دين شامل حيث يقع أعلى من اليهودية في هذا المجال وله رأي وحكم لكل حدث".

وتساءل هل السیاسة غایة الدین الإسلامي أم لا؟ مؤکداً أنه من الصائب القول بأن السیاسة لیست غایة الدین ولکن أحکام الشریعة تحضّ علی إقامة حکومة إسلامیة وتعتبرها سبیلا نحو تنمیة الدین ونشره.

هذا ويذكر أن معهد الدراسات التقريبية هو أحد المراكز العلمية والدينية في قم المقدسة والذي يعمل بهدف تعميق الوحدة والتفاهم بين أتباع الديانات الإسلامية والتعريف بإنجازات الحضارة الإسلامية وخلق منبر لتبادل الأفكار بين المفكرين المسلمين.